تتمتع مدينة بيت ساحور بمكانة رفيعة في التاريخ المسيحي والروايات الكتابية، إذ ارتبط اسمها بالموقع الذي بشر فيه الملائكة الرعاة بميلاد السيد المسيح، مما رسخ مكانتها كوجهة رئيسية للسياحة الدينية والثقافية على حد سواء. ويُعتقد أن اسم “بيت ساحور”، والذي يعني “بيت السهر”، يعود إلى أصول كنعانية قديمة، بما يعكس الدور التاريخي الهام للرعي في هذه المنطقة.
تعود جذور بيت ساحور إلى العصر البرونزي، حوالي العام 3000 قبل الميلاد، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود آثارات كنعانية في كهوفها المنتشرة. كما كشفت الحفريات عن دلائل استيطان تعود إلى الحقبة الرومانية، من بينها بقايا معاصر زيتون تعود إلى فترة ميلاد السيد المسيح في مدينة بيت لحم المجاورة.
وتزخر بيت ساحور بعدد كبير من المعالم التاريخية والكتابية، بما في ذلك أطلال وآثار تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والصليبية، التي تنتشر في مختلف أرجاء المدينة. وقد أسهمت احتفالات الألفية الثانية للميلاد في زيادة الاهتمام بترميم الإرث الثقافي للمدينة، حيث يشكل الحفاظ على مركزها القديم وتوسعته ركيزة أساسية في دعم وتطوير القطاع السياحي، وتعزيز مكانة بيت ساحور كواحدة من أهم المدن التاريخية والدينية في فلسطين.